فصل: (سورة الأنبياء: الآيات 101- 105):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

المذهب الكلامي: في قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ} المذهب الكلامي وقد تقدمت الإشارة إليه، وسنزيده بسطا هنا فنقول:
إذا تقرر أن المذهب الكلامي هو احتجاج المتكلم على ما يريد إثباته بحجة تقطع المعاند له على طريقة أرباب الكلام أو استنتاج النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة كما سيأتي في سورة الحج فإن الآية التي نحن بصددها يترتب عليها ان هؤلاء الأصنام والأوثان ليسوا بآلهة فلو كانوا آلهة فهم حصب جهنم كما تقدم ان ملزوم قوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} هو ما تقديره لَكِنهما ما فسدتا فليس فيهما آلهة إلا اللّه ومن النوع الثاني تقدم الكلام في سورة الأعراف على قوله تعالى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ} فوجه استنتاج النتيجة في هذه الجملة من المقدمتين أن يقال إن الكفار لا يدخلون الجنة أبدا حتى يلج الجمل في خرم الابرة، والجمل لا يدخل في خرم الابرة أبدا فهم لا يدخلون الجنة أبدا لأن تعليق الشرط على مستحيل يلزم منه استحالة وقوع المشروط.
ومن المذهب الكلامي قوله صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» وتمام الدليل أن يقال: لَكِنكم ضحكتم كثيرا وبكيتم قليلا فلم تعلموا ما أعلم، ومثله قوله مالك بن المرجل الأندلسي:
لو يكون الحب وصلا كله ** لم تكن غايته إلا الملل

أو يكون الحب هجرا كله ** لم تكن غايته إلا الأجل

إنما الوصل كمثل الماء لا ** يستطاب الماء إلا بالغلل

فالبيتان الأولان قياس شرطي والثالث قياس فقهي فإنه قاس الوصل على الماء فكما أن الماء لا يستطاب إلا بعد العطش فالوصل مثله لا يستطاب إلا بعد حرارة الهجر، وأما الأقيسة الحملية فقد استنبطوها على صور:
لست أعرفه وإنما هو لفظ أنت معناه

وكم ذكرت مسمّى لا اكتراث به ** حتى يجر إلى ذكراك ذكراه

أتيه فيك على العشاق كلهم ** قد عز من أنت يا مولاي مولاه

كادت عيونهم بالبغض تنطق لي ** حتى كأن عيون الناس أفواه

.[سورة الأنبياء: الآيات 101- 105]:

{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (101) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (102) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكبر وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (104) وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}.

.اللغة:

{السِّجِلِّ}: كتاب العهود وكتاب الاحكام، وكتاب يكتب فيه القاضي صورة الدعاوى والحكم فيها وصكوك المبايعات ونحوها لنبقى محفوظة عنده والجمع سجلات ويقال سجّل الرجل: كتب السجل وسجل الأوراق قيدها في المحاكم وسجل القاضي عليه حكم وسجل عليه بكذا شهره به ووسمه وسجل له بماله قرره وأثبته له.

.الإعراب:

{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ} إن واسمها وجملة {سبقت} صلة و{لهم} متعلقان بسبقت و{منّا} حال و{الحسنى} فاعل و{أولئك} مبتدأ و{عنها} متعلقان بمبعدون و{مبعدون} خبر {أولئك} وجملة {أولئك عنها مبعدون} خبر إن وجملة إن إلخ ابتدائية.
{لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ} جملة {لا يسمعون حسيسها} تحتمل وجوها منها أن تكون بدلا من {مبعدون} لأنها تحل محله فتغني عنه ومنها أن تكون خبرا ثانيا لأولئك ويجوز أن تكون حالا من ضمير {مبعدون} و{لا} نافية و{يسمعون حسيسها} فعل مضارع مرفوع وفاعل ومفعول به والواو للحال أو استئنافية و{هم} مبتدأ و{فيما} متعلقان بخالدون وجملة {اشتهت أنفسهم} صلة و{خالدون} خبرهم. {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكبر وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} الجملة حالية أو بدل من الجملة السابقة و{لا} نافية و{يحزنهم} فعل ومفعول به و{الفزع} فاعل و{الأكبر} صفة للفزع {وتتلقاهم الملائكة} فعل ومفعول به وفاعل، وجملة {هذا يومكم} مقول قول محذوف واقع موقع الحال أي قائلين: هذا يومكم، و{هذا} مبتدأ و{يومكم} خبر و{الذي} صفة ليومكم وجملة {كنتم} صلة وكان واسمها وجملة {توعدون} خبر {كنتم} {يَوْمَ نَطْوِي السماء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الظرف متعلق بمحذوف تقديره اذكر ولك أن تعلقه بلا يحزنهم أو بالفزع أو {تتلقاهم الملائكة} وجملة {نطوي} في محل جر بإضافة الظرف إليها والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و{السماء} مفعول به و{كطي} الكاف نعت لمصدر محذوف أي كما يطوي الرجل صحيفته ليكتب فيها فالطي مصدر مضاف للمفعول والحذف للفاعل مع المصدر مطرد باستمرار و{للكتب} متعلقان بطي فهي لتقوية التعدية أي للمكتوبات جميعها أي لما يكتب فيه من المعاني الكثيرة. {كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ} الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية و{بدأنا} فعل وفاعل و{أول خلق} مفعول {بدأنا} أي نعيد أول خلق إعادة مثل بدئنا له والزمخشري يجعل ما كافة للكاف دائما و{وعدا} مصدر منصوب بوعدنا مقدرا قبله وهو مفعول مطلق مؤكد لمضمون ما قبله، و{علينا} متعلقان بوعدا وان واسمها وجملة {كنا} خبر إنا وكان واسمها وفاعلين خبرها وجملة {إنا} تعليلية بمثابة التأكيد للقدرة على فعل ذلك وقدرها أبو حيان في البحر أي نحن قادرون على أن نفعل ذلك واختار العمادي أن تكون حالية وقدرها أي محققين هذا الوعد فاستعدوا لذلك وستأتي فوائد هامة حول هذه الآية في بابي الفوائد والبلاغة. {وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لتقرير أن الأرض للصالحين لها ولاستغلال مواردها وطاقاتها المكنوزة فيها واللام جواب لقسم محذوف وقد حرف تحقيق و{كتبنا} فعل وفاعل و{في الزبور} متعلقان بكتبنا و{من بعد} متعلقان بمحذوف حال من {الزبور} وأن وما في حيزها مفعول {كتبنا} أي كتبنا وراثة الأرض، وان واسمها وجملة {يرثها} خبر و{عبادي} فاعل و{الصالحون} صفة.

.البلاغة:

1- المبالغة: في قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها} فن المبالغة ذلك لأن لقائل أن يقول: إذا نزل أهل الجنة منازلهم فيها فأي بشارة لهم في أنهم لا يسمعون حسيسها؟ والجواب انه تأكيد للمبالغة وانها لن تقرب منهم أبدا لأن الذي يكون عن كثب منها يسمع، ولا شك، حسيسها، لأن أهل النار دركات جاءت وفق عدد سكانها وعدد داخليها ووفق عدة معبوداتهم ولذلك قال تعالى في آية أخرى: {لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} وسيأتي تفصيل ذلك في سورة الحجر ويروى أن عليا رضي اللّه عنه قرأ هذه الآية وهي {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ} ثم قال أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف ثم أقيمت الصلاة فقام يجر رداءه وهو يقول: {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها}.
2- التشبيه: في قوله تعالى: {كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} تشبيه للاعادة بالابتداء في تناول القدرة لهما على السواء. قال الزمخشري:
فإن قلت: وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟ قلت: أوله إيجاده من العدم فكما أوجده أولا من عدم يعيده ثانيا من عدم فإن قلت: ما بال خلق منكرا؟ قلت: هو كقولك هو أول رجل جاءني تريد أول الرجال ولَكِنك وحدته ونكرته ارادة تفصيلهم رجلا رجلا فكذلك معنى أول خلق، أول الخلق بمعنى أول الخلائق لأن الخلق مصدر لا يجمع ووجه آخر وهو أن ينتصب الكاف بفعل مضمر يفسره نعيده وما موصولة أي نعيد مثل الذي بدأناه نعيده وأول خلق ظرف لبدأناه أي أول ما خلق أو حال من ضمير الموصول الساقط من اللفظ الثابت في المعنى.

.[سورة الأنبياء: الآيات 106- 112]:

{إِنَّ فِي هذا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عابِدِينَ (106) وما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّما يُوحى إلى أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (111) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (112)}.

.الإعراب:

{إِنَّ فِي هذا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عابِدِينَ} ان حرف مشبه بالفعل وفي هذا خبرها المقدم واللام المزحلقة و{لقوم} صفة لبلاغا و{عابدين} صفة.
{وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ} الواو حرف عطف و{ما} نافية و{أرسلناك} فعل وفاعل ومفعول به و{إلا} أداة حصر و{رحمة} مفعول من أجله أو حال مبالغة في أن جعله نفس الرحمة أو على حذف مضاف أي ذا رحمة وللعالمين صفة لرحمة أو يتعلق بنفس الرحمة. {قُلْ إِنَّما يُوحى إلى أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {إنما} كافة ومكفوفة و{يوحى} فعل مضارع مبني للمجهول و{إلي} متعلقان بيوحى وان وما في حيزها نائب فاعل {يوحى} و{إلهكم} مبتدأ وإله خبر وواحد صفة والفاء الفصيحة أي ان علمتم هذا وهل حرف حرف استفهام و{أنتم} مبتدأ و{مسلمون} خبر وسيأتي مبحث القصر بنوعيه في هذه الآية في باب البلاغة. {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ} الفاء استئنافية وان شرطية و{تولوا} فعل ماض وهو فعل الشرط والواو فاعل والفاء رابطة لجواب الشرط وقل فعل أمر و{آذنتكم} فعل وفاعل ومفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط و{على سواء} متعلقان بمحذوف حال من التاء أي الفاعل أو من الكاف أي المفعول أي مستوين في العلم بالحرب وسيأتي تفصيل هذا الإيجاز في باب البلاغة. {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ} الواو للحال و{إن} نافية و{أدري} فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره أنا والهمزة للاستفهام وقريب خبر مقدم و{أم} حرف عطف و{بعيد} عطف عليه و{ما} مبتدأ مؤخر وجملة {توعدون} صلة وجوز أبو البقاء أن يرتفع {ما توعدون} فاعلا بقريب سد مسد خبره و{قريب} مبتدأ قال لأنه اعتمد على الهمزة أو ببعيد لأنه أقرب إليه فتكون المسألة من باب التنازع وجملة {أقريب أم بعيد ما توعدون} في محل نصب مفعول {أدري} المعلقة عن العمل. {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ} ان واسمها وجملة {يعلم} خبرها وفاعل {يعلم} ضمير مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى و{الجهر} مفعول به و{من القول} حال من {الجهر} {ويعلم} عطف على {يعلم} الأولى و{ما} مفعول به وجملة {تكتمون} صلة. {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ} الواو عاطفة و{إن} نافية و{أدري} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره أنا ولعل واسمها و{فتنة} خبرها و{لكم} صفة و{متاع} عطف على {فتنة} و{إلى حين} متعلقان بمحذوف صفة لمتاع أو يتعلق به وجملة {لعله فتنة} في محل نصب بأدري والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام في التعليق عن العمل ولَكِن النحاة لم يذكروا لعل من المعلقات ولَكِنها وردت كثيرا في القرآن كقوله في هذه الآية وكقوله: {وما يدريك لعل الساعة قريب}، {وما يدريك لعله يزكى} وقيل ان قوله: {ومتاع} ليس داخلا في حيز الترجي لأنه محقق فلا يصح عطفه على فتنة لأنه حيث كان معطوفا على خبرها كان معمولا لها وداخلا في حيزها وفي نطاق الترجي الذي تدل عليه فالأولى اذن أن يقال ان قوله: {ومتاع} خبر لمبتدأ محذوف وتقديره وهذا متاع إلى حين أي وتأخير عذابكم متاع لكم وتكون الجملة مستأنفة وليس هذا ببعيد. {قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ} {رب} منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة واحكم فعل دعاء وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت و{بالحق} حال {وربنا} الواو استئنافية و{ربنا} مبتدأ و{الرحمن} يجوز أن يكون خبرا و{المستعان} خبرا ثانيا ويجوز أن يكون صفة لربنا و{المستعان} خبر لأنه المحدث به و{على ما} متعلقان بالمستعان وجملة {تصفون} صلة والعائد محذوف أي تصفونه مخالفا للواقع.